مختص نفسي: قلق الاختبارات ظاهرة شائعة ودعم الأسرة مفتاح التخفيف
جريدة الرياض -

مع اقتراب فترات الاختبارات، يتصاعد القلق النفسي لدى شريحة واسعة من الطلاب، ليغدو الامتحان لدى البعض مصدر توتر وضغط يتجاوز كونه أداة لتقييم التحصيل الدراسي، ويتحوّل أحيانًا إلى عبء نفسي ينعكس سلبًا على الأداء والصحة النفسية.

وأوضح الأخصائي في العلاج النفسي عبدالرحمن الخيران لـ«الرياض» أن قلق الاختبارات يُعد من أكثر الحالات النفسية شيوعًا في مختلف المراحل الدراسية، لا سيما عند ارتفاع سقوف التوقعات الأسرية، أو حين تُربط نتائج الاختبارات بالقيمة الذاتية للطالب، ما يضاعف الإحساس بالخوف من الفشل.

وبيّن أن قلق الاختبارات يُعرّف بأنه حالة من التوتر والخوف المفرط تظهر قبل أو أثناء الامتحان، وقد تصاحبها أعراض نفسية مثل ضعف التركيز وتدفّق الأفكار السلبية، إلى جانب أعراض جسدية كسرعة ضربات القلب، والتعرّق، واضطرابات المعدة. وأشار إلى أن القلق المعتدل قد يكون دافعًا إيجابيًا للمذاكرة والاستعداد، إلا أن تجاوزه للحد الطبيعي يؤدي إلى تشتّت الذهن ونسيان المعلومات، حتى لدى الطلاب المجتهدين.

وأضاف الخيران أن أسباب قلق الاختبارات تتعدد، ومن أبرزها الضغط الأسري غير المتوازن، والمقارنات بين الأبناء، والخوف المبالغ فيه من الفشل، إلى جانب ضعف مهارات إدارة الوقت وقلة الاستعداد المسبق. كما تسهم التجارب السلبية السابقة مع الامتحانات في زيادة حدّة القلق وتكراره.

وفي هذا الإطار، شدّد الخيران على أن للأسرة دورًا محوريًا في التخفيف من قلق الاختبارات، من خلال توفير الدعم النفسي وخلق بيئة تعليمية آمنة داخل المنزل، ويشمل ذلك تهيئة مكان هادئ للمذاكرة، وتنظيم أوقات النوم، والابتعاد عن أساليب التهديد أو اللوم التي تزيد من التوتر.

وأكد أن التشجيع الإيجابي، والحوار المفتوح مع الأبناء حول مخاوفهم، وتعزيز القناعة بأن الاختبار يقيس مستوى التحصيل لا قيمة الإنسان، تُعد من أهم وسائل الدعم الأسري. كما يُنصح بتعليم الطلاب مهارات الاسترخاء، والتخطيط الجيد للمذاكرة، والتدرّب على نماذج اختبارات سابقة.

وختم الخيران بالتأكيد على أنه في حال استمرار القلق بشكل مفرط وتأثيره في الأداء الدراسي أو الصحة النفسية، فإن استشارة مختص نفسي تُعد خطوة مهمة لمساندة الطالب وتجاوز هذه المرحلة بثقة وتوازن.



إقرأ المزيد