الإمارات اليوم - 10/24/2025 4:23:11 AM - GMT (+2 )
جاء عام 2025 كعامٍ فارق في حضور الممثلات داخل المشهد السينمائي العالمي، ليس فقط من حيث عدد الأدوار التي حملت توقيعاً نسائياً مميزاً، بل من حيث عمق الأداء ونوعية القصص التي قدمتها السينما حول المرأة. شهد 2025 تقاطعاً مثيراً بين جيلين: وجوه شابة تصعد بثقة من الهامش إلى البطولة، ونجوم مخضرمات يعُدن إلى الواجهة بأداءٍ متجدد يعبر عن وعي ناضج بالزمن والتجربة. ومن بين عشرات الأسماء التي برزت خلال العام، تميزت أربع ممثلات تحديداً بأنهن قدمن أدواراً شكلت لحظات مفصلية في مسيرتهن وفي المشهد السينمائي كله: مايكي ماديسون، سينثيا إريفو، ديمي مور، وجون سكويب.
من الظل إلى الضوء في «Anora»
حين قدمت مايكي ماديسون فيلم «Anora» للمخرج شون بيكر، لم يكن أحد يتوقع أن تتحول هذه الممثلة الشابة إلى ظاهرة سينمائية. الفيلم الذي بدأ عرضه مطلع 2025 وامتد نجاحه إلى موسم الجوائز التي شهدها العام، شكّل نقلة نوعية جعلت منها واحدة من أكثر الأسماء تداولاً بين النقاد.
في «Anora»، أدت دور راقصة من بروكلين تقع في حب شاب من عائلة روسية ثرية، في حبكة تمزج الواقعية الاجتماعية بالدراما النفسية. أداؤها جاء حاداً، نابضاً، صادقاً إلى درجة جعلت الكاميرا تلاحقها كما لو كانت توثق حياة حقيقية.
الصوت والروح في «Wicked»
سينثيا إريفو جاءت من عالم الغناء والمسرح لتؤكد في عام 2025 أن الممثلة الحقيقية قادرة على الجمع بين القوة الدرامية والقدرة الغنائية، دون أن تفقد أحد الجانبين. في النسخة السينمائية من «Wicked» لعبت إريفو دور الساحرة الخضراء «إلفابا» بأسلوب جعلها مركز ثقل الفيلم.
النقاد وصفوا حضورها بأنه «النبض العاطفي» الذي حافظ على توازن الفيلم بين الطابع البصري الفخم والمضمون الإنساني. ففي الوقت الذي غرق فيه كثير من الأفلام الموسيقية الحديثة في الزخرفة، قدمت إريفو أداءً يعيد الإنسان إلى قلب الصورة.
واعتبر عدد من النقاد أن «Wicked» لم يكن لينجح بهذا الزخم لولا حضورها الآسر، الذي جمع بين الصوت الأخاذ والعين التي تقول أكثر مما يُقال.
عودة الجسد والهوية في «The Substance»
تُعد عودة ديمي مور في فيلم «The Substance» واحدة من أكثر المفاجآت النقدية في عام 2025. بعد سنوات من الغياب عن الأدوار المركزية، أطلت مور في تجربة جريئة تمزج بين الرعب الجسدي والدراما النفسية في معالجة فلسفية حول الشباب والشيخوخة وصورة المرأة في المجتمع الحديث.
أداؤها كان صادماً بقدر ما كان مؤثراً. لم تُخفِ مور عُمق القلق الذي تعيشه بطلتها، بل جعلته ملموساً على الشاشة من خلال لغة جسد دقيقة، ونظرات تشي بانكسار داخلي. في لحظات كثيرة، كانت الكاميرا تلتقط ما يشبه «المواجهة» بين الممثلة ونفسها.
نقدياً، تلقى الفيلم آراء متباينة، لكن الإجماع انصب على أن مور استعادت بريقها، لا كممثلة تبحث عن مجدٍ مفقود، بل كفنانة تواجه ذاتها أمام جمهور جديد.
تأمل في الزمن في «Eleanor the Great»
في عمر الـ96، خطفت جون سكويب الأضواء في فيلم «Eleanor the Great»، لتؤكد أن التمثيل لا يعرف عمراً، وأن الحضور السينمائي قد يتجدد حتى في المراحل الأخيرة من الحياة. تؤدي سكويب في الفيلم دور امرأة مسنة تفقد صديقتها المقربة، وتجد نفسها مضطرة لمواجهة الوحدة وإعادة اكتشاف معنى الوجود. العمل الذي عُرض في مهرجان كان 2025 لاقى استحساناً واسعاً، واعتبره النقاد واحداً من أجمل أفلام العام من حيث الحس الإنساني والبساطة الصادقة. أداء سكويب اتسم بصفاء نادر، كانت كل لحظة منها درساً في الاقتصاد التعبيري والصدق الداخلي. لم تعتمد على المبالغة أو الدموع، بل على حضور عارٍ من التكلف. وقد أشارت بعض المراجعات إلى أنها قد تكون أقدم ممثلة تُرشح لجائزة الأوسكار عن دور بطولة رئيس، ما يجعلها رمزاً لمعنى آخر للنجاح: الاستمرارية والعمق.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
إقرأ المزيد


