الهدر المالي المبكر يضاعف الضغوط... وإدارة الدخل بوعي توقف "نزيف الراتب"
جريدة الرياض -

أكد المدرب والمبرمج المالي حسين الحربي في حديثه لـ"الرياض" أن شريحة واسعة من الموظفين والموظفات في المملكة يعانون من ضغوط مالية متكررة، رغم حصولهم على رواتب جيدة، مشيراً إلى أن كثيراً منهم يجدون أنفسهم في نهاية كل شهر عاجزين عن تغطية احتياجاتهم الأساسية.

وأوضح الحربي أن السبب الرئيس لهذه الأزمة يتمثل في الهدر المالي المبكر وغياب التخطيط الذكي للراتب، ما يؤدي إلى ما سماه بـ"نزيف مالي" سريع ومتواصل. وأضاف: "من خلال خبرتي في برمجة الرواتب، لاحظت أن معظم الدخل يذهب خلال الأيام الأولى من الشهر إلى مصروفات غير ضرورية، وأقساط وقروض متراكمة، إضافة إلى نفقات مفاجئة لم يُخطط لها. هذه التسربات المالية الصغيرة، حين تتكرر، تتحول إلى فقدان كبير في الدخل، بما يضاعف الضغط النفسي ويؤثر على الاستقرار الأسري والإنتاجية الوظيفية".

وبيّن أن الحل يكمن في إدارة الراتب بوعي واستراتيجية واضحة، تركز على كشف السلوك المالي للفرد وإيقاف التسربات تدريجياً. وذكر أن تجربته في تأسيس برنامج "برمج راتبك" أظهرت أن استخدام أدوات مثل "الفحص المالي الشخصي" و"التشخيص الذكي" يساعد الموظف على معرفة مواطن الهدر بدقة، ووضع توصيات عملية تتيح له السيطرة على إنفاقه، بعيداً عن الخطط التقليدية الجامدة.

وحول الخطوات العملية، دعا الحربي الموظفين إلى:

التخطيط للتقاعد المبكر: عبر المساهمة الشهرية في برامج التقاعد لضمان دخل مستقبلي آمن.

اتباع استراتيجيات الادخار الذكي: مثل تحديد نسبة ثابتة من الراتب للادخار، إنشاء صندوق للطوارئ، واستخدام أدوات استثمارية مناسبة لبناء رأس مال مستدام.

وختم الحربي حديثه بالتأكيد على أن مواجهة "آلام الراتب" تبدأ من وعي الموظف بمسار كل ريال من دخله، وتشخيص مواطن التسرب المالي، ثم وضع خطة عملية لإدارة المصروفات بذكاء، بما يوقف النزيف، ويعيد للراتب قيمته الحقيقية كأداة لتحقيق الاستقرار والنمو المالي.



إقرأ المزيد