البحر الأحمر.. وجهة عالمية تعيد تعريف مفهوم الإقامة الساحلية
جريدة الرياض -

يبرز البحر الأحمر اليوم كأحد أكثر الوجهات السياحية الطموحة في العالم، مدفوعاً برؤية سعودية تهدف إلى خلق تجارب استثنائية تتكامل مع البيئة الطبيعية وتعيد صياغة مفهوم الفخامة والاستدامة في قطاع الضيافة. هذه الوجهة، التي تجمع بين الشعاب المرجانية الخلابة، الشواطئ البكر، والتنوع البيئي الفريد، باتت اليوم محط أنظار كبرى الشركات العالمية في مجالات السياحة والتطوير العقاري.

البحر الأحمر.. بيئة طبيعية بكر تواكب تطلعات المستقبل

يمتد مشروع البحر الأحمر على مساحة واسعة من السواحل الغربية للمملكة، ويضم أكثر من 90 جزيرة طبيعية تتمتع بثراء بيئي مذهل. تتنوع المشاهد بين الشواطئ البيضاء والمياه الصافية، وبين الشعاب المرجانية التي تُعد من بين الأكثر تنوعاً وحيوية على مستوى العالم. وتستهدف المشاريع التطويرية في هذه المنطقة المحافظة على هذه البيئة الفريدة، من خلال تبني أعلى معايير الاستدامة البيئية والتصاميم التي تندمج بسلاسة مع الطبيعة.

ومن أبرز الملامح التي تميز المساكن والمنتجعات المطورة في البحر الأحمر أنها تتبنى مفهوماً جديداً للحياة الساحلية. فالمساكن ليست مجرد وحدات سكنية مطلة على البحر، بل هي بيئات مصممة لتجعل الإطلالة والمحيط الطبيعي جزءاً من الحياة اليومية.

مفهوم الحلقة السكني

تقدم جزيرة لاحق نموذجاً فريداً يجمع بين التصميم العصري والاندماج الكامل مع البيئة البحرية. منازلها تحيط ببحيرة شاطئية مركزية على شكل “حلقة”، وتوفر إطلالات بانورامية على الشعاب المرجانية والمياه المتلألئة. التصميم الذي تولته شركة فوستر آند بارتنرز يركّز على خلق مساحات مفتوحة، وتراسات واسعة تسمح بتدفق النسيم العليل إلى داخل المساكن.

مجتمعات ترتقي بمعايير الحياة الساحلية

في جزيرة شورى، يجتمع نخبة من العلامات الفندقية العالمية مثل فور سيزونز وجميرا لتقديم مساكن ذات خصوصية عالية تتوزع حول المارينا والشعاب المرجانية، مع مسابح وتراسات مصممة لتحفيز السكان على قضاء أوقاتهم في الهواء الطلق. المساكن هنا تعكس روح البحر الأحمر، حيث تتداخل المشاهد البحرية مع المساحات الخضراء الهادئة.

تجربة الإقامة النادرة

على جزيرة أمهات، يقدم منتجع نجومه التابع لمجموعة ريتز-كارلتون ريزيرف تجربة لا تشبه غيرها. يمكن الوصول إليه فقط عبر القوارب أو الطائرات البحرية، ما يعزز الإحساس بالعزلة والخصوصية. تتوزع الفلل الفاخرة على أطراف الجزيرة لتوفر إطلالات بانورامية على المياه والشعاب المرجانية، في بيئة صُممت لتكون ملاذاً هادئاً بعيداً عن صخب الحياة.

وفي مقابل مشروعات البحر الأحمر التي تحتفي بالهدوء والطبيعة، نجد على الجانب الآخر في دبي مفهوماً موازياً للحياة الفاخرة، لكن ضمن سياق حضري نابض بالحياة. مشاريع مثل ذا شيدي برايفت ريزيدنسز وريزيدنسز دو بورت في دبي مارينا، تركّز على الدمج بين الإطلالات الحضرية والساحلية، مع تصاميم داخلية عصرية ومرافق ترفيهية تعكس نمط الحياة السريع والمتنوع.

وهذه المشروعات في دبي تمثل الخلفية التي توضح كيف أن الإقامة الساحلية تتخذ أشكالاً متعددة: من الانغماس الكامل في الطبيعة في البحر الأحمر، إلى التجارب المعيشية المرتبطة بالمدينة والبحر في دبي.

الوجهة القادمة لعشاق الحياة المتكاملة

المشروعات التي تُقام على سواحل البحر الأحمر ليست مجرد استثمارات عقارية، بل هي جزء من تحوّل نوعي يقود قطاع السياحة الفاخرة نحو بيئات أكثر استدامة، أكثر ارتباطاً بالطبيعة، وأكثر قدرة على تقديم تجربة معيشية أصيلة. هذه المساكن والمشاريع تقدم للزوار والمقيمين فرصة استثنائية: أن يعيشوا في مكان حيث المشهد الطبيعي ليس مجرد إطلالة، بل جزء لا يتجزأ من يومهم وتفاصيل حياتهم.



إقرأ المزيد