مساران متوازيان، يعيشهما المشهد الاقتصادي بمكة المكرمة، كلاهما مضيئان لحد الوهج، الأول بروز ملامح مشاريع تنموية عملاقة غير مسبوقة في تاريخ قبلة العالم أم القرى، ويتمثل ذلك في تنامي الأبراج الفندقية بمشروع مسار مكة أو وجهة الـ مئة مليار ريال، والمسار الثاني لبروز مساحات كبيرة جاهزة للتطوير العقاري بعد أن كانت مجمعات عشوائية، غير مستثمرة من حيث الموقع والمساحة.

من جهة أخرى كشفت نتائج دراسة ميدانية، أجرتها شركة عقارية دولية، عن اتجاهات وخيارات مواطنين ومقيمين لتحديد المدن المفضلة للتملك، أن 92 % من أفراد عينات الدراسة يخططون للشراء والتملك بالمدينتين المقدستين، مكة المكرمة والمدينة المنورة، وبينت الدراسة أن العقار في المملكة سيشهد انتعاشاً كبيراً، حيث تخطط نسبة كبيرة من ذوي الثروات العالية في العالم إلى الاستثمار بما يقدر بسبعة مليارات ريال ونصف المليار، خلال العامين المقبلين، في مكة المكرمة والمدينة المنورة. وخلصت الدراسة إلى ارتفاع الطلب على السكن بمكة المكرمة والمدينة المنورة من قبل فئة الأثرياء العالميين، يمثل محركاً رئيسياً للطلب العقاري.

وأوضحت الدراسة التي اطلعت عليها "الرياض" كاستطلاع رأي، أن نسبة الطلب على التملك والسكن بمكة المكرمة من بين المدن السعودية تمثل 30 % كأعلى نسبة فيما قدر نسبة الطلب على سكن المدينة المنورة بنسبة 19 % في المرتبة الثالثة بعد الرياض التي حلت في المركز الثاني بنسبة 25 % وحلت مدينة جدة في المرتبة الرابعة بنسبة 14 %.

في ذات الاتجاه، يجيء مشروع مسار مكة المكرمة، بمساحة مهولة تفوق 1،200 مليون متر2، والذي يضم 82 فندقاً مصنفاً، ويقدر عدد الوحدات السكنية التي سيوفرها المشروع أكثر من 13 ألف وحدة، كأضخم مشروع تنموي، استثماري، يوفر خيارات من السكن المنظم المدعم بسلسلة خدمات نوعية، قريبة من المنطقة المركزية.

من جهة أخرى، بدأت كبرى الشركات العقارية المستثمرة في مسار مكة، في طرح المنتجات العقارية ضمن نطاق المسار، حيث تميز المعروض بطرح شقق إستديو وغرف فندقية، للبيع مع التأثيث، بمساحات تقدر ما بين 72 إلى 82 متراً مربعاً للغرفة والصالة، وبمساحات من 94 إلى 131 للغرفتين والصالة، والأسعار تبدأ من 2،600 مليون ريال إلى 4،700 ملايين ريال، في أبراج فندقية تضم، ثلاثة أقبية كمواقف للسيارات، ودورين معارض تجارية تقدر بـ 12 معرضاً تجارياً، وثلاثة أدوار مواقف للمعارض التجارية، ودور خدمات للملاك ونادياً صحياً ونادياً رياضياً، وأدواراً متعددة ما بين 18 إلى 23 دوراً، فيما قدرت مصادر متخصصة أن العائد الاستثماري يقدر ما بين 6 إلى 7 %، ويعد مسار مكة منظومة استثمارية متكاملة، تنفذ بأعلى معايير صناعة الوجهات العالمية، برؤية تنموية استثمارية، ترفع من حجم طلبات استثمارات كبرى الشركات الفندقية والتطوير العقاري.