ترامب ينهي 30 عاماً من النزاع الدموي.. ترحيب باتفاق السلام بين الكونغو ورواندا
عين ليبيا -

رحب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، محمود علي يوسف، باتفاق السلام الذي تم توقيعه في واشنطن بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، واصفًا إياه بأنه “إنجاز مهم” على طريق ترسيخ الأمن والاستقرار في منطقة البحيرات العظمى.

وأشاد يوسف بتوقيع الرئيس الرواندي بول كاغامي ونظيره الكونغولي فيليكس تشيسكيدي على الاتفاق، مؤكداً أن هذه الخطوة تمثل تقدماً كبيراً نحو إحلال سلام دائم في المنطقة.

وأكد رئيس المفوضية تقديره للدور الأمريكي في إنجاز الاتفاق، بما في ذلك مشاركة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كما أشاد بدعم دولة قطر وجهودها الدبلوماسية واستعدادها لمساندة مبادرات السلام الأفريقية.

ودعا يوسف جميع الأطراف إلى الالتزام الصادق بتنفيذ الاتفاق “نصاً وروحاً”، بما يمهد للمصالحة وتعزيز التعاون الإقليمي، مؤكدًا استعداد المفوضية لتقديم الدعم اللازم لمواصلة هذه العملية بما يخدم شعوب الكونغو ورواندا ومجمل منطقة البحيرات العظمى.

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الخميس، توقيع الاتفاق المعروف باسم “اتفاقات واشنطن”، الذي يرسّخ وقف إطلاق النار الدائم ونزع سلاح الجماعات غير الحكومية، بعد سنوات من النزاع بين الدولتين الأفريقيتين.

وقال ترامب خلال مراسم التوقيع في معهد السلام الأمريكي إن الاتفاق الذي يُعرف باسم “اتفاقات واشنطن” يكرس الشروط المتفق عليها في يونيو الماضي، بما يشمل وقف إطلاق النار الدائم، ونزع سلاح القوى غير الحكومية، وترتيبات لعودة اللاجئين إلى منازلهم، وتحقيق العدالة والمساءلة بحق من ارتكبوا فظائع غير قانونية.

وأضاف ترامب أن الاتفاق يتضمن توقعات بدمج اقتصادَي جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا ضمن إطار اقتصادي جديد، بما يفتح المجال أمام فرص تعاون وتنمية مشتركة.

ويأتي اتفاق السلام بعد نحو 30 عاماً من الصراع الدموي الذي اندلع عام 1994، وأسفر عن مقتل الآلاف من الجانبين وأدى إلى زعزعة استقرار منطقة البحيرات الكبرى، وسط فشل الجهود الدبلوماسية السابقة في إنهاء النزاع، وتبادل الاتهامات، أبرزها دعم رواندا لحركة “إم 23” المتمردة في شرق الكونغو مقابل الحصول على جزء من الموارد الطبيعية الغنية في تلك المنطقة.

ويمثل الاتفاق برعاية أمريكية تحوّلاً مهماً في مسار الأزمة، مع تقديرات بأن يؤدي إلى إنهاء النزاع طويل الأمد ويفتح المجال أمام استثمارات غربية واسعة، لا سيما في قطاع المعادن النادرة التي تمتلكها الكونغو الديمقراطية بكميات ضخمة.

واندلع النزاع بين رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية منذ عام 1994، متأثراً بأحداث الإبادة الجماعية في رواندا، وشهد استخدام الجماعات المسلحة للمناطق الحدودية والصراعات على الموارد الطبيعية، ما أدى إلى أزمة إنسانية واسعة وزعزعة استقرار منطقة البحيرات العظمى في أفريقيا.

وعلى مدار العقود الماضية، فشلت جميع الجهود الدبلوماسية في إنهاء النزاع، فيما يمثل اتفاق واشنطن خطوة تاريخية نحو إحلال السلام المستدام والتعاون الاقتصادي بين الدولتين، ويشكل نموذجاً يحتذى به في حل النزاعات الإقليمية الأفريقية بمساندة المجتمع الدولي.

اقترح تصحيحاً


إقرأ المزيد