الجعوان: «خيانة الذات» تنازلات صامتة تُنهك الفرد مهنيًا وشخصيًا
جريدة الرياض -

أوضح المستشار أنس محمد الجعوان أن ما يُعرف بـ«خيانة الذات» يتجسد في سلسلة تنازلات صغيرة يقدّم فيها الإنسان الآخرين على نفسه، بما يخلّ بتوازنه الداخلي ويؤثر في قراراته وخياراته، محذرًا من آثارها النفسية والمهنية والداعيًا إلى خطوات عملية لاستعادة الاتزان.

وبيّن الجعوان أن الظاهرة تبدأ من تفاصيل تبدو بسيطة؛ كقبول قرارات لا تعبّر عن القيم الشخصية أو مجاملة غير مرغوبة أو صمتٍ طويل أمام ما يستنزف الطاقة، لتتراكم لاحقًا على هيئة إرهاق غير مبرّر وفقدان للدافعية والشعور بالسير في طريق لا يُشبه صاحبه.

وفي بيئات العمل، أشار إلى أن البرامج التدريبية تكشف عن موظفين ناجحين ظاهريًا لكنهم يعيشون أدوارًا لا تعكس قِيَمهم أو يسايرون توجهات لا يؤمنون بها بدافع الانسجام أو الخوف من الاختلاف أو الحرص على صورة مهنية مستقرة، وهو ما يفضي إلى تآكل الهوية المهنية وشعور دائم بعدم الرضا.

وعلى الصعيد الشخصي، أوضح أن البعض يواصل علاقات مُرهِقة خشية الوحدة أو يؤجل احتياجاته حفاظًا على استقرارٍ خارجي، في ممارسات قد تبدو «تضحية» لكنها تمثل – في جوهرها – تآكلًا بطيئًا للذات.

وأكد الجعوان أن استعادة التوازن تبدأ بالاعتراف بالمواقف التي خذل فيها الإنسان نفسه، ثم إعادة قراءة الخيارات، ووضع حدود واضحة، واستعادة الصوت الداخلي تدريجيًا ومن دون صدام، خاتمًا: «خيانة الذات ليست نهاية الطريق، بل رسالة تقول: آن الأوان لتختار نفسك… لا على حساب أحد، بل احترامًا لما تبقّى منك».



إقرأ المزيد